الثلاثاء، 30 يونيو 2020

هل السياسة لجلب المصالح... ام للتدابر؟

قبل أيام تعرضت قريتنا الحبيبة المشرع لعاصفة اتت على
   العديد من المنازل للأسف الشديد،وإلى حد الآن لم تتدخل الجهات المعنية،رغم معاينة  الحاكم والعمدة
للخسائر .


لذا علينا تقييم المكاسب السياسية بعد عامين تقريبا من الإنتخابات التشريعية والجهوية والبلدية. 


ماهي اهم المكاسب التي تحصلت عليها القرية ؟


هل إنخرام الوحدة قلص حجم المكاسب؟


هل تغير مستوى التعاطي مع السلطات عما كان عليه قبل سنوات ؟ 


هل كانت عندنا رؤية وتصور لما نريد  من المشاركة السياسة ام انها مجرد مشاركة من اجل آخرين ؟ 


لماذا سياسة التدابر والتقاطع وانتشار البغضاء بين أبناء الرجل الواحد  ؟ 


لماذا الجميع يريد أن يكون فاعلا سياسيا ؟  

ماهو السر في تنازع التمثيل ؟ 


هل الطمع هو  السبب في فقد الثقة بيننا ؟




هل انعكس تواجد نائب من أبناء القرية في البرلمان على المجتمع؟

إن الناظر لمشهدنا يتبادر إلى ذهنه العديد من الأسئلةالمتعلقة بوضعها المحير،إذا لم اقل النشاز، فنحن كما يعلم الجميع  موقعنا  الجغرافي  له  العديد من الإكراهات،في ظل غياب مفهوم دولة المواطنة التي يستوي فيها الجميع،وعلى إثر ذلك قطعت  موريتاتيا جغرافيا على أسس غير سليمة تمكن جهة أو قبيلة ... من الإستئثار  بكل شيء،وإن كانت بعض الأقليات أحدثت تغييرا عن طريق التكتلات لكنه يبقى الإستثناء الذي يؤكد صحة القاعدة .


في كل مرة تجتمع كلمة المجتمع تحدث رجة في محيط البلدية،ولعل أكبر مثال على ذلك الوقفة التاريخية سنة 2016 أمام رئيس الجمهورية آن ذاك ،فقد طارت بها الركبان وتحدث عنها الجميع،استشرافا لما سيحدث بعدها،وكان من نتائجها المباشرة "إعدادية المشرع" التي لم يبقى  باب لم يطرق من اجلها وبائت جميع  الجهود بالفشل .


واستدعاء أحد أبناء القرية لمقابلة أعلى هرم في السلطة التنفيذية(الرئيس،الوزير الأول )،وهذه سابقة تاريخية لم تحدث مذ استقلال البلاد 1960


ذلك الإجماع الإستثنائي في تلك الزيارة كان من المفترض أن يؤسس عليه لمرحلة جديدة من تاريخ المجتمع السياسي،ولكن هيهات ذهب تلك الجهود أدراج الرياح ،و انخرمت الوحدة ... وعادت حليمة لعادتها القديمة .


من سعى إلى تفكيك تلك الوحدة سيسأل عنها بين يدي الله لما فوت  من فرص كانت متوقعة ستعود على الجميع بالنفع  بدون استثناء،خصوصا الفئات الهشة والضعيفة التي تمثل نسبة 99% من المجتمع. 


السياسة كما يعلم الجميع تقوم على اختلاف الرؤى والتصورات،وهذا هو الإكسير والمحرك الذي يعتبر جزءا من ماهيتها،لذا من حق كل طرف إقناع الآخر للظفر به، وإذا اختلفت الإتجاهات لاتكن  قطيعة وشحناء وتدابر،وتنابز بالألقاب،وإذا حدث شيئا من ذلك في زمن الدعاية،من الأفضل أن ينتهي معها لكي لايتضرر الجانب الإجتماعي،خصوصا في مجتمعنا الإكتفائي بذاته أكثر من اللازم ،القانع بطبعه، يعلم أن آثار تلك الأمور كبيرة جدا،فنحن تجد الأخ لا يمتلك قوته اليومي ومع ذلك يجد الحرج الكبيرمن الإستعانة  بشقيقه،فمابالك بمن هو أبعد من ذلك . 


بعد انتهاء الموسم الإنتخابي تبقى المخلافات السلبية،وهذا حدث منذ انتخابات(خظرة - وصفرة)الشهيرة ،حيث سمعت من أحد ان من قالها لايحتاج  لذكر التاريخ، فهو معلوم لدى الجميع،في تلك الإنتخابات التي مضى عليها ثلاثة عقود،ورغم بدائية المجتمع وطابع البداوة بقيت ورائها رواسب ربما توارثها البعض إلى يومنا هذا .


تصور معي ماذا خلفت استحقاقات 2018 من قطع للأواصر وترك الخطام للشيطان،وإنتشار النميمة بما فيها الإلكتروني وتفشيها بين  المجتمع كالنار في الهشيم .


أفرزت هذه الإنتخابات الكثير من الأقنعة الزائفة،وأظهرت التناقض بين مايقال فمن كان يعيب التعاطي على السياسين  المحلين ويعتبره خنوعا،ويتهم البعض بأستحالة التنصل منهم مارس ذلك بنفسه ناسيا ان عدو الأمس  ربما  صديق اليوم   . " أحبوا هوناً وأبغضوا هوناً ، فقد أفرط قوم في حبّ قوم فهلكوا "

 كل من كانت هذه دعايته وارد في قول المتنبي :


حرام على بلابـله الدوح …. حلال للطير من كل جنس؟


ولست هنا أنكر التعاطي بل اعتبره ضرورة لمن يهتم بالشأن السياسي، لكن تلك العلاقة تعتمد  على الرؤية الواضحة ذات الأهداف المرسومة  التي  تجلب المصالح،وتتقاسم ماهو متاح،مما يجعلها تستمر بغض النظر عن من فاز بالمقعد أو المقاعد الإنتخابية.


تعلمون أنه بعد فرز النتائج  تنقطع العلاقة تماما  مع الفاعلين السياسيين،وتبقى مجرد علاقات شخصية ضيقة لاتسمن ولاتغني من جوع . مما يتيح الفرصة للسياسين للتنصل من وعودهم في كل مرة.



توجد عندنا مفارقة عجيبة تتمثل في فوضوية الإهتمام بالشأن العام ومحاولة الكل التدخل فيه،وتزكية الرأي والتعصب له،فالجاهل والمتعلم سواء لاتكاد تفرق بينهم،مما جعل ثقافة الإعتذار ممن أخطأ من سابع المستحيلات،فذلك يعتبر ضعف في ثقافتنا العجيبة .!!


نحن مصابون بالغرور لم نستفد من تعاليم الإسلام التي تحث على التواضع،ولم نتمسك بالعادات الجاهلية الحميدة،مما جعل هذه المقولة تنطبق علينا  تماما  في جزئها المعلق بالكبر والرياء وبطر الحق .


" لايتواضع إلا من كان واثقا بنفسه ولايتكبر إلا من كان عالما بنقصه". ولانقص فوق تقاسم الوهم والتصارع من اجل الغير في بعض الأحيان؛وفي أحايين أخرى من أجل مشكلة الإحتباس الحراري !! 



الأنانية داء عضال  سائد في مجتمعنا و بيت الأنانية لايسع إلا صاحبه كما يقال .


إن الشراكة السياسية  تستثمر المواسم الإنتخابية من اجل تحقيق المطالب المهمة(الصعبة) من مشاريع تنموية،وتعيين في الإدارة،والتشغيل ...،ومنح للطلاب ... إلى غير ذلك .



من يجد التعصب للأسرة  في مجتمع قليل أبناء رجل واحد يعلم مكمن الخلل وغياب الرؤية الجامعة،الواضعة لهموم الكل ومصالح المجتمع فوق كل اعتبار  فمقياس الرجل العظيم كما قال آفلاطون "مقدار القوة على السخرية من المتاعب ". نحن في حاجة لرجال  مجتمع وليس رجال أسرة .



نحتاج إلى انفجار الطموح عند نخبتنا والبحث الجاد للدخول في مفاصل الدولة ،والتسامي عن نقائص الأمور،فالخلاف لايفسد للود قضية .


مانحن فيه من تردي وتشرذم اذا كانت الغالبية تتحمل  المسؤولية،وإن اختلفت من شخص لآخر،فالجميع متضرر .


إن امراض القلوب لايوجد لها علاج  إلا التضرع إلى  المولى  عز وجل أن يؤلف بين القلوب،وان يزيل الضغائن والأحقاد .قال تعالى : 《..لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ》صدق الله العظيم 

كما قال الفاروق ولكنـها القلـوب يـا علي: إذا صَفـت رأت.


نحتاج لصفاء القلوب والبعد عن التخوين،والقليل والقال .

ينضاف إلى هذا غياب المرجيات التي توجه،وتؤثر في الجميع .


ختاما المجتمع مسؤوليته في أعناق ابناءه علم ذلك  من علمه وجهله من جهله،خصوصا النخبة،وبصفة أخص والوجهاء والفاعلين.

 بكل تأكيد يوجد من  أخطأ --بالنسبة لمن يعتبر غياب المحاسبة في المجتمع،وان التعاطي مع من تعددت أخطاؤه نوعا من العبث-- ،لكن الخطأ لايعالج بمثله

إلى متى هذا الشرخ؟ هل وصلنا إلى مرحلة ألا عودة؟

هل مات فينا الحس المجتمعي ؟ 

هل التفرقة تفيد المجتمع وتقوي مكانته ؟ 

ماهي المكاسب التي تحققت على الصعيد الشخصي والجماعي؟

  

              البناني ولد أمحماده 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تدشين مجموعة من المنشآت التعليمية والصحية في قرية المشرع

أشرف المدير العام للوكالة الوطنية "التضامن" لمحاربة آثار الاسترقاق ولمكافحة الفقر وللدمج الأستاذ حمدي ولد محجوب اليوم الأربعاء 15...