الأحد، 5 نوفمبر 2017

دور الشباب في تقوية اللحمة الإجتماعية

              بسم الله الرحمن الرحيم


وصلى الله على نبيه الكريم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


  اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

《وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ》


صدق الله العظيم


السادة منتسبي إتحاد شباب قرية المشرع


السادة الحضور ايها السادة والسيدات السلام عليكم ورحمة الله


سأحاول ان اتناول الموضوع" دور الشباب في تقوية اللحمة الإجتماعية":

في ثلاثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة جوانب




اولا :تعريف الشباب


ثانيا : اللحمة الإجتماعية وفوائدها


ثالثا : دور الشباب في تقويتها او تعزيزها.




أولا : تعريف الشاب في اللغة والإصطلاح


تُعتبر فئة الشّباب أهمّ الفئات التي تعمل على بناء وتنمية المُجتمع؛ فهي عموده الفقريّ الذي لا يُمكن الاستغناء عنه، فهذا المفهوم، أي الشّباب، يُعبّر عن خصائصَ تتمثّل أساساً في القوّة والحيويّة والطّاقة، والقدرة على التحمّل، وعلى الإنتاج في مرحلةٍ مُعيّنةٍ من عمر الفرد وهذا ما حدا بنا في اتحاد شباب قرية المشرع إلى الإستثمار فيه وتنميية جهوده ومحاولة تكريم وتهنئة  المتميزين منه وتحفيز الناشئة  للوصول إلى ما وصل إليه اقرانهم   وحتى لا نبتعد بعيدا عن الموضوع فقد اختلف علماء اللغة والسيسيولوجيين في تحديد مفهوم الشباب اختلافا ليس بالكبير بل إن البعض حسب ذلك توسعا في المفهوم لا اختلافا فيه ، وعلى كل حال فمن الناحية اللغوية جاء في لسان العرب ان الشَّباب الفَتاء والحداثةُ ويقال شبَّ يشِبُّ شباباً وشبيبةً ، و الشباب جمع شابٍّ وكذلك الشُّبان ولم يذهب صاحب المعجم الوسيط - ابراهيم مصطفى - بعيدا عن ذلك إذ جاء فيه ( الشباب ) الفتاء والحداثة وشباب الشيء أوله يقال لقيته في شباب النهار أي في اوله وعلى اية حال فالشباب غالبا يطلق على الفئة العمرية التي تجاوزت مرحلة الطفولة ولم تصل لمرحلة الكهولة وفي نفس الوقت قادرة على البذل والعطاء.



ثانيا : اللحمة الإجتماعية :وهنا نعني بهذا المصطلح التعاضد والتكافل الإجتماعي بين افراد المجتمع وجماعاته بغية التعايش السلمي والإستفادة من البعض في كافة جوانب الحياة ونحن في هذا المجال اغنياء عن الغوص في فوائد اللحمة الإجتماعية والإتحاد والوحدة فقد حث القرآن على ذلك في غير ما آية ومن أراد التأكد من ذلك فالينظر تفسير الطبري عند قوله تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) قال في ذلك نقلا متصلا عن بعض المفسرين قَوْلِهِم في تفسير الآية: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} ان حبل الله الجماعة ومن بين المفسرين عبد الله ابن مسعود وجاء في تفسير القرطبي للآية سالفة الذكر مانصه


((وروى تقي بن مخلد حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا" قال: الجماعة......إلى قوله  ورحم الله ابن المبارك حيث قال:إن الجماعة حبل الله فاعتصموا ... منه بعروته الوثقى .......)) انتهى الإستشهاد.


وقد نصت السنة  على التكافل ومن ذلك مارواه مسلم في صحيحه  والنسائي في السنن الكبرى وغيرهم من حديث ابي هريرة ((مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.... إلى آخر الحديث المعروف عنكم )) انتهى الإستشهاد


ثالثا:دور الشباب في ترسيخ وتعزيز تكافل المجتمع


الشباب هم طليعة كل مجتمع، فهم عموده الفقري، وقوته النشيطة والفاعلة،وتكتسب هذه الشريحة المجتمعية أهمية بالغة باعتبارها موردا وطاقة بشرية ينبغي الاهتمام بتنميتها وتأهيلها في أفق قيامها بأدوار طلائعية في مجالات متعددة ومختلفة للنهوض بالمجتمع، في ظل تحدي التحولات والتغيرات الحاصلة اليوم والمتغيرة في الديمومة، ومن أجل المساهمة، بل والمشاركة في البناء الحضاري والتقدم البشري الذي هو غاية وهدف كل شعوب المجتمعات بجميع مكوناتها الفردية والجماعية، وتنظيماتها ومؤسساتها وقطاعاتها الحيوية.


إن الشباب هو العنصر الأساسي في عملية البناء والمستقبل؛ إذن لابد من تفعيل دورهم في بناء المستقبل الذي تتحقق فيه القيم الإنسانية وتحقيق الذات التي هي جوهر الديمقراطية؛ والاهتمام بالشباب هو مقياس المجتمع الفاعل؛ فالشباب هم الطاقة والإرادة والقوة، لذا يجب أن يكونوا على دراية ووعي كاملين بحقوقهم وحقوق المجتمع وواجباته؛


إن التركيبة الديمغرافية للمجتمع تتميز بارتفاع التزايد السكاني، وبالتالي زيادة معدلات النمو السكانية وارتفاع حجم الشريحة الشبابية؛ وأن هذه النسبة العالية تشكل عاملا قويا عاملا  ترسيخ المجتمع المدني القائم على أساس التعددية والاختلاف؛


إن التمييز والظلم والاستبداد والفقر والتهميش والفساد والنهب المنظم لثروات البلاد والجمود الثقافي وتهميش الشباب وتشجيع انتشار الأمية والجهل، والمخدرات والدعارة، وارتفاع نسب البطالة وزرع ثقافة العنصرية والتمييز والانغلاق على الذات وإقصاء الأخر وتوسيع هامش الخطابات الفاشلة وتعزيز نشر الثقافة التقليدية الرجعية للكبار وفرضها على الشباب، وخلق الصعوبات والأزمات الخانقة وتكريس عقلية رجعية عنصرية توصل إلى كوارث حقيقية مما لا يتناسب مع طموحات وأفكار شباب اليوم، وتضع الحواجز لكبح جماح رغباتهم وطموحهم نتيجة الموروث الثقافي التقليدي القبلي والعشائري والبيروقراطي المستفحل في أوساط الماسكين بزمام السلط والأحزاب، التي تحد من مشاركة الشباب، حيث هناك خلط بين تطوعية العمل المدني والتطوعية الضيقة حسب الفهم الحزبي التي تدل على نظرة أحادية الجانب وعدم قبول الاختلاف والتعددية، لذا يحدث إهمال الإبداع والخلق والتبخيس منه، والتيئيس لكل مبادرة، والتهميش والمحاربة بكل الأشكال والأساليب المتاحة؛


إن أي مجتمع لا يمكنه أن ينهض وأن يتطور ويتقدم، إلا على وعي أفراده  وتنوعه واختلافه، على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ومن هنا تأتي الضرورة لاندماج الشباب في تنظيمات المجتمع المدني، وفتح المجال لخلق أشكال جديدة من الفعاليات الحرة تعبيرا عن طاقاتهم وقدراتهم لبلورة مجتمع مدني قادر بالشكل المطلوب على تلبية احتياجات شريحة الشباب؛


وإذا كان الشباب هم الشريحة الأكبر في مجتمعنا اليوم، مما يؤكد على الدور الأساسي لهذا القطاع الاجتماعي في عصر الدينامية والتغيير والتطور والتنمية؛ ويعانون من التمييز والتهميش ومن مشاكل وعقبات تحول دون تحقيق طموحاتهم وطموحات المجتمع في العمل وتطوير النسيج الاجتماعي والبناء بغاية تحقيق التنمية المفتقدة؛ فالمجتمع المدني يفتح المجال والفرص أمام الشباب في اكتسابهم للمعارف وللقدرات الفكرية لتلبية احتياجات المجتمع؛


إذن تقع على الشباب مهام ومسؤوليات كبيرة خاصة في أخذ المبادرة في الإصلاحات على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وتفعيل العمل المدني التطوعي بجد وإخلاص، لتوعية المجتمع من خلال بناء تنظيمات جمعوية قوية ضمن نسيج المجتمع المدني التطوعي المشارك باختلافه وتنوعه؛ فمن داخل هذه التنظيمات يبرز دور الشباب بالوعي الاجتماعي والثقافي والفكري، ومحاربة الفساد، والاهتمام بالعلم والمعرفة، والمشاركة التطوعية القائمة على التواصل والتكامل والتسامح والاحترام والتنسيق في ظل ما يتعرض له المجتمع من ظلم وقهر؛


والعمل الجاد يتطلب ترسيخ مبادئ الديمقراطية والمواطنة واحترام حقوق الإنسان وتوعية الناس وتعريفهم بسمو مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة، والترويج لصيانة سيادة القانون وترسيخه ، من خلال توعية ثقافية مجتمعية مدنية، وتعزيز دور تنظيمات المجتمع المدني، والدعوة إلى التكثيف من المشاركة في العمل المدني التطوعي المبني على روح المبادرة والعمل التطوعي في المجتمع، لأن المجتمع المدني هو حركة تجديدية دينامية كما هو الشأن بالنسبة للشباب؛


   ولكي يؤثر الشباب في مرحلة البناء والعمل وتطوير النسيج الاجتماعي المدني، لابد من امتلاكهم واكتسابهم المعارف والمهارات والقدرات الفكرية والفرص لتلبية احتياجاتهم واحتياجات المجتمع، حيث تبرز أهمية استقلالية الشباب ومسؤولياتهم في معرفة حقوق الإنسان وقواعد القانون والانفتاح والتوسع وتشجيع الحوار بين الثقافات والوصول إلى القيم الإنسانية والنزعة الإنسانية، على اعتبار أن الإنسان هو مصدر المعرفة لإلغاء سلطة الظلم والاستبداد والتمييز والعنصرية بأساليب حضارية وسلمية ومدنية وإنسانية، تنبني على ثقافة التسامح ولغة الحوار، وما انجذاب الشباب إلى العمل من داخل تنظيمات المجتمع المدني، واهتمامهم بالفعل المؤسساتي المجتمعي، إنما هو إيمانهم بدورها القوي والمؤثر في إحداث التغيير والإصلاح لتحقيق حرية وكرامة الإنسان وتطوير المجتمع وتنمينه؛


ونرى انه مما يعزز دور الشباب في القيام بمهام مجتمعه منوط بالمسائل التالية


1-     تعزيز انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعهم وهمومه وقضاياه؛


2-  تنمية قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية، مما يتيح لهم التعرف على الثغرات التي تشوب نظام الخدمات في المجتمع؛


3-   تمكينهم من التعبير عن آرائهم و أفكارهم في القضايا العامة التي تهم المجتمع؛


4-  توفير الفضاء والفرص المتاحة في أداء الخدمات والاهتمام بمشاكلهم ومشاكل المجتمع بأنفسهم؛


5-  منحهم فرصة المشاركة في تحديد الأولويات التي تحتاجها البلاد، و المشاركة في اتخاذ القرارات؛


6-  ملامسة المجتمع عن قربة ومخالطته حتى تتسنى لهم معرفة معوقات المجتمع ومشاكله الهيكلية .


ففي ظل توفير هذه الشروط، أمكن الحديث عن وجود شباب  مدني قوي ومستقل ومهني، يكمن في النأي بنفسه عن كل الاصطفافات والانحيازات الإيديولوجية والسياسية الضيقة، وتشبثه بأطروحاته المهنية والحقوقية، ليضع بينه وبين السلطة ومواليها ومعارضيها بونا يحول دون المنافسة لها، كي يضمن لنفسه هامشا من الحرية في أداء مهامه والقيام بالوظائف المنوطة به، دون أن يعني اتخاذه موقفا حياديا إزاء الحقوق والحريات طمأنة لجميع الفرقاء، لاسيما السياسيين منهم، بأن المجتمع المدني ورموزه لا يشكلون خطرا عليهم أو على السياسة بإقحام أنفسهم للحصول على بعض المكاسب أو المناصب؛ وبذلك يكون المجتمع المدني المتمثل في الكتل الشبابية قد حقق تمسكه بوظيفته في الرصد والمراقبة والاحتجاج والاعتراض والاقتراح لبدائل عما هو قائم، يساعد ذلك في إنتاج مواقفه المستقلة والناقدة تجعل منه شريكا وضامنا في الآن ذاته لديمومة عملية التغيير، على الرغم من الالتباس في هذا الدور وصعوبته.



وفي الختام فإننا في اتحاد شباب قرية المشرع نوصي عامة الناس بوصية الله في الأولين والآخرين مصداقا لقوله تعالى ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدً))، كما نوصي كافة الشباب باستشعار المسؤولية وحاجة المجتمع لهم ونهيب بهم ونستنهض هممهم بالمشاركة في بناء المجتمع كل حسب ما أوتي من قوة .


          واشكركم.


والسلام عليكم ورحمة الله.


المشرع بتاريخ : 03 سبتمبر 2017 في  مقر اتحاد شباب قرية المشرع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تدشين مجموعة من المنشآت التعليمية والصحية في قرية المشرع

أشرف المدير العام للوكالة الوطنية "التضامن" لمحاربة آثار الاسترقاق ولمكافحة الفقر وللدمج الأستاذ حمدي ولد محجوب اليوم الأربعاء 15...