الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

أهمية العلم وفضله


"الصورة من مقر الإتحاد  "
العلم في اللغة مصدر من الفعل علم،وهو إدراك الشيء على حقيقته،كما أنه المعرفة واليقين، أما مفهوم العلم اصطلاحا فهو مجموعة من النظريات والوقائع والحقائق،بالإضافة إلى مناهج البحث المتواجدة في جميع المؤلفات العلمية. كما يمكن تعريفه أيضا بأنه نسق من المعارف العلمية المتراكمة أو عبارة عن مجموعة من القواعد والمبادئ التي من خلالها يتم شرح البعض من الظواهر والعلاقة القائمة فيما بينها.

-العلم في اللغة : نقيض الجهل ،وهو إدراك الشيئ على ماهو عليه إدراكا جازما. واصطلاحا: قال بعض أهل العلم هو المعرفة وهو ضد الجهل،وقال آخرون إن العلم أوضح من أن يعرف. 

               أولا   :    أهمية العلم     


تكمن أهمية في التقدم ،فهو المفتاح السحري لجميع حلول الحياة التي تنقل الناس والمجتمع من ظلام الجهل إلى نور العلم والحياة،فهو النبراس الذي لا ينطفئ أبدا،لأنه يستمد نوره من نور الله تعالى،لذا على الإنسان أن يجد ويجتهد ليصل إلى أعلى مراتب العلم ،لأن من يعرف قيمة الأشياء التي سيبلغها بالعلم يعرف جيدا أنه دونه سيصبح إنسانا ناقض المعرفة تختلط عليه الكثير من الأمور،ويغرق في تحديات كثيرة لا يعرف آخرها. 

العلم هو النور الذي يضيء للإنسان طريقه،ويهديه إلى الصواب والرشاد،فيتعرف من خلاله على كيفية التعامل في أطر الحياة الإجتماعية،والإقتصادية والدينية،والسياسية .كما يعد أساسا لتمدن ورقي الأمم وتطورها،بالعلم تخرج المجتمعات من الظلمات إلى النور،وترتفع راياتها وتتحقق أهدافها،فقد قال العلماء الكثير من الحكم التي تدل على أهمية العلم مثل قولهم : 
(اطلب العلم من المهد إلى  اللحد )
(العلم نور والجهل ظلام )...

هذه الأمثلة ذات دلالات عميقة تعكس أهمية العلم ومكانته ،وتحذر من الجهل الذي هو ظلام دامس وصاحبه يتخبط كأن به مس الجن .

إن العلم له شأن عظيم في الإسلام  وقد فضل الله سبحانه وتعالى العلماء على غيرهم ،فمن خلال العلم  يتعرف الإنسان على نعم الله تعالى وعظيم خلقه ،مما يؤدي به إلى  معرفة الله وخشيته ورجائه،بالعلم ندرك الحق والخير ،وأفضل العلوم النافعة وأعلاها هي علوم الشريعة التي يعرف الإنسان بها دينه ،ويتعرف على خالقه ويتقرب  إليه ،ثم علوم الطب ثم بقية العلوم الأخرى ،لهذا نجد الكثير من الآيات  القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وغيرها تبين فضل العلم نتناول بعضها ثانيا.


                ثانيا :    فضل  العلم   


العلم بحر واسع كلما شربنا منه لا نرتوي،فكل يوم نتعلم أشياء جديدة ،وعلى قدر ما أخذنا من العلم نبقى بحاجة إلى  المزيد منه لذا نجد الكثير من الآيات القرآنية التي تبين فضل العلم والعلماء ومكانتهم الرفيعة ،فأول ما نزل على نبينا صلى الله عليه وسلم

 قوله تعالى 《 أقرأ بأسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم 》


فأول  كلمة نزلت من القرآن  "أقرأ" لعظمة العلم في حياة الإنسان،والحكمة من نزول كلمة "أقرأ" هي التعلم ،لأن الله تعالى لايعبد  بجهالة أو دون علم

 قال تعالى《 قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون 》


من هذه الآيات  كذلك :

قوله تعالى 《 هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلهم الكتاب والحكمة وإن  كانوا من قبل لفي ضلال مبين 》


فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها .
من هذه الآيات أيضا: 

قوله جل من قائل 《 فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون 》


قوله تعالى 《 ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين 》

قال تعالى 《 شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم 》


قال تعالى 《 إنما يخشى الله من عباده  العلماء 》


وهذا تفضيل لهم على غيرهم فالعلماء ورثة الأنبياء. 
والآيات  الدالة على فضل العلم كثيرة لا يمكن حصرها .

اما من الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم( من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى  الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم  وإن  العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب . إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر ).

قال صلى الله عليه وسلم: ( لا حسد إلا في أثنتين: رجل آتاه الله مالا ،فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ).

قوله كذلك ( طلب العلم فريضة على كل مسلم )

من الأحاديث أيضا قوله عليه أفضل الصلاة والسلام( من جاء مسجدي هذا لم يأته  إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزله المجاهد في سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره ).

وقوله أيضا( من يرد الله به خيرا  يفقهه في الدين ).
والأحاديث في هذا الموضوع عديدة. 

اما من الشعر فقد تناول الشعراء أهمية فضل العلم  والحث على طلبه من ذلك : 

أصبر على مر الجفا من معلم -- فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعة -- تجرع ذل الجهل طول حياته .


وخلاصة القول أن روعة العلم أنه شيء لا نهائي ،ولا يوضع له حد ولا يمكن لأي أحد أن ينكر مآثر العلم ومحاسنه ،أو أن ينسى ما يقدم العلم له ،فمن أهميته البالغة أنه قرب المسافات بين دول العالم،وجعل التواصل سهلا ومتاحا في كل وقت ،كما اخترعت بفضله وسائل النقل الحديثة من طائرة وسيارة ...كما أنه بفضل العلم وجدت وسائل ترفيه حديثة ومميزة للناس ،وغير ذلك من منافع العلم الكثيرة التي زادت من أهميته .

فلولا العلم ما سعدت رجال -- ولا عرف الحلال ولا الحرام 

خذوا العلم  على اعلامه -- واطلبوا الحكمة عند الحكماء .

ترك النفوس بلا علم ولا أدب -- ترك المريض بلا طب ولا آس .


قدمت بتاريخ 10 سبتمبر  2019  في مقر إتحاد شباب  قرية المشـــــــــــــرع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تدشين مجموعة من المنشآت التعليمية والصحية في قرية المشرع

أشرف المدير العام للوكالة الوطنية "التضامن" لمحاربة آثار الاسترقاق ولمكافحة الفقر وللدمج الأستاذ حمدي ولد محجوب اليوم الأربعاء 15...