الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

دور المرأة في تنمية المجتمع



                  تمهيد :


إن  مفهوم التنمية بصفة عامة أصبح من بين الأسس الثابة  لقياس تقدم المجتمعات،وذلك لما تنطوي عليه من مضامين اجتماعية واقتصادية  وسياسية وثقافية هامة ،وأيضا لما ينتج عنها من نتائج حاسمة في حاضر هذه المجتمعات ومستقبلها .
وإذا كان الهدف الأساس  من التنمية هو سعادة البشر وتلبية حاجاتهم ،والوصول بهم إلى  درجة ملائمة من التطور وتعميق إنسانيتهم،فإنها في حد ذاتها لا تقوم إلا  بالبشر أنفسهم الذين هم أهم وسائل تحقيقها حسب ما يراه أصحاب العلوم الإقتصادية  والإجتماعية.

وفي إطار  الإهتمام بقضية التنمية الشاملة ،وانطلاقا من أن التنمية ترتكز في منطلقاتها على حشد الطاقات البشرية الموجودة في المجتمع دون تمييز بين النساء والرجال ،يصبح الاهتمام بالمرأة وبدورها  في تنمية  المجتمع جزءا أساسيا في عملية التنمية ذاتها ،بالإضافة إلى  تأثيرها المباشر في النصف الآخر،ذلك  أن النساء يشكلن  نصف المجتمع وبالتالي نصف طاقته الإنتاجية،وقد أصبح لزاما أن يسهمن في العملية التنموية على قدم المساواة مع الرجال ،بل لقد أصبح تقدم أي مجتمع مرتبط ارتباطا وثيقا بمدى تقدم النساء وقدرتهن على المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ،وبقضاء المجتمع على كافة أشكال التمييز ضدهن.


         التعريف بدور المرأة:


المرأة كما يعلم الجميع هي نصف المجتمع ولها ما للرجل وعليها ما عليه، وقد سطرت المرأة في العصور القديمة والحديثة وخاصة في المجتمعات الإسلامية أسطرا  من نور في جميع المجالات،حيث وجدت في جميع مناحي الحياة : الإمارة ،القضاء ،رواية الأحاديث النبوية الشريفة ،الشعر والأدب والفن ...  والأمثلة على هذا أكثر من الحصر .
وإلى  الآن  ما زالت المرأة في المجتمعات الإسلامية تكد وتكدح  وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد  أسرتها،فهي الأم التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة،وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه اقتصادياته،وهي بنت او أخت  ،وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة  في بناء المجتمع دورا لا يمكن إغفاله أو التقليل منه. ولكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها  والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع،وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها،ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها اتجاه أسرتها،وعلى دخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة .
ومن أجل جعل الموضوع أكثر وضوحا وأقرب إلى  فهم العامة والنخبة لابد من التعريج  على تعريف مقتضب للتنمية والمجتمع معا ،وفي هذا الإطار  فقد عرف تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 1997 التنمية : بأنها  عملية زيادة الخيارات المطروحة على الناس ومستوى ما يحققونه  من رخاء .
كما عرفت مفهوم  تنمية المجتمع بأنها العمليات التي يمكن بها توحيد جهود المواطنين والحكومة لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمعات ولمساعدتها على الاندماج في المجتمع والمساهمة في تقدمه بأقصى قدر مستطاع.
وحين نظر إلى  الدور الذي تقوم به المرأة في التنمية ،لا بد أن نظر إليه  في إطار  التنمية الشاملة بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ،وفي إطار  التنمية المستهدفة القائمة على الأصالة والتجديد الحضاري.

ومن أجل قيام المرأة بالدور المنوط بها في الميادين المذكورة  سالفا لا بد من أن تتمتع بما  يلي :

اولا: أن تكون عالمة بما ينفع المؤسسات الإجتماعية المعنية بها بدءا بالأسرة وانتهاءا بالدولة .

ثانيا : أن تجد المساعدة فيما انيط بها من نشاط  لأن كل عمل يقام  به من طرف أي بشر لا يؤتي أكله إلا بالوحدة  والمشورة .

ثالثا: أن تكون لها القدرة  على اجتياز نظرة المجتمع الخاطئة للمراة  غير مبالية  بما يحاك  ضدها،مادامت أدركت الحقيقة بنفسها.

رابعا: أن تكون ذات دين ومروءة  فبدونهما لا إصلاح في مجتمع كمجتمعنا محافظ على دينه وأخلاقه.

وقبل أن نختم هذا العرض نود أن نقول لكم أن المجتمع الإسلامي  وغيره من المجتمعات قد سطرت فيه بعض النساء أسماؤهن بحروف من ذهب. ولقد صدق من قال أن وراء كل عظيم إمرأة.
وقد أدرك ذلك شاعر النيل حافظ ابراهيم في تناوله للعلم والأخلاق .

من لي بتربية النساء فإنها// في الشرق علة  ذلك الإخفاق .
الأم مدرسة إذا أعددتها// أعددت شعبا طيب الأعراق .

الأم روض إن تعهده الحيا // بالري أورق أيما إيراق.

الأم أستاذ الأساتذة الألى // شغلت مآثرهم مدى الآفاق.

    إلى أن يقول:

ربوا البنات على الفضيلة إنها// في الموقفين لهن خير وثاق

وعليكم أن تستبين بناتكم نور// الهدى وعلى الحياء الباقي

وفي الختام أوصيكم ونفسي بما أوصى به خير الأولين والآخرين عليه افضل الصلاة والسلام في حجة الوداع:

《 اما بعد أيها الناس ، فإن لكم على نسائكم حقا ، ولهن عليكم حقا ، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمات الله ، فاعقلوا أيها الناس قولي ، فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ، أمرا بينا ، كتاب الله وسنة نبيه 》. 


  أشكركم  والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

مقر اتحاد شباب قرية المشرع بتاريخ :19 سبتمبر 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تدشين مجموعة من المنشآت التعليمية والصحية في قرية المشرع

أشرف المدير العام للوكالة الوطنية "التضامن" لمحاربة آثار الاسترقاق ولمكافحة الفقر وللدمج الأستاذ حمدي ولد محجوب اليوم الأربعاء 15...