رساله إلى وزير التعليم

سيدي الوزير لا شك أنكم تعلمون أن للتعليم أهمية كبيرة في حياة البشرية جمعا, وأي أمة في العالم مهما بلغت من قوة فإنها لا تستطيع النهوض ولا التقدم إلا بالتعلم, و الأمة التي لا تتعلم تجني على نفسها الهلاك نتيجة لجهل أفرادها, فحيث ما كان الجهل فثمة التخلف و المرض و غياب الحضارة.

ولقد أولى الإسلام أهمية كبيرة للعلم حيث كانت أول آية نزلت من القرءان الكريم هي قوله تعلى " أقرأ باسم ربك الذي خلق", و لذلك سمينا أمة "أقرأ" وقد برهنا على ذلك على امتداد العصور, و كان للشناقطة دور كبير في حمل راية العلم, إذ لم تثنيهم الظروف الصحراوية الصعبة و قسوة الطبيعة عن طلب العلم و الريادة فيه

سيدي الوزير لا شك أن المتتبع لنشاطاتكم سيسمعكم في أكثر من مناسبة

وأنتم تتناولون مشاكل التعليم وما تتطلبه من اهتمام, ومن هذا المنطلق سيدي الوزير فإنني أرفع إليكم التعليم في قرية المشرع وهي مشاكل عديدة وسأحاول في اختصار أن أسرد بعض هذه المشاكل في ما يلي :
1 نقص المعلمون :
تعاني بعض مدارس المنطقة من نقص حاد في المعلمين فرغم وجود ستة فصول كاملة في مدرسة أكراف الناموس إلى أنها لا تتوفر إلى على ثلاث معلمين حيث يدرس كل معلم قسمين مما يجعله في وضع لا يمكنه تقديم المطلوب منه بشكل صحيح وهو تقربا نفس الحال في مدرسة لخنيك لتي فها أربعة أقسام ومعلمين فقط وكذلك مدرسة أكريع الوز التي لا تتوفر إلى على معلمين هي الأخرى
2 ضعف البني التحتية:
إن البني التحتية المتهالكة هي الأخرى تعتبر عائقا كبير للمسيرة التعليمية في القرية , فكما تعلمون و جود بني تحتية ملائمة يعتبر من أهم وسائل العملية التربوية

سيدي الوزير إن جميع مدارس القرية بحاجة إلى بني تحتية صالحة حتى يتمكن الطلاب من الدراسة في ظروف ملائمة و لائقة,
3 الإعدادية :
رغم أن مدارس منطقة المشرع ينجح منها سنويا ما يزيد عن الثلاثين تلميذا في مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية وهو رقم كافي لفتح إعدادية إلى أنه لم تفتح فها إعدادية وهو الأمر الذي أدى إلي تسرب الكثير من التلاميذ في هذه المرحلة وخصوصا البنات وهن دائما يشكلن أغلبية الناجحين, ورغم مطالبات السكان للسلطات بضرورة فتح إعدادية لم يستجاب لهم حتى الأن .
وفي الختام أرجو منكم يا سيادة الوزير أن تنظروا في هذه المطالب بعين العاطفة ومبدأ المساواة , وكلي أمل أيضا أن لا تنضم مشاكل التعليم في القرية إلى طابور المشاكل الأخرى, كالصحة والكهرباء والماء حيث ما فتئ السكان يطلقون نداءات الاستغاثة لحلها ولم يجدوا بعد إلا وعودا يحسبها الظمآن ماء حتى إذا أتاها لم يجدها شيء.
سيدي الوزير إن الأمر جلل فهو يتعلق بجيل المستقبل الذي يرسم صورة الغد الواعد لوطننا الغالي, فقد مسنا و أهلنا الضر وجئنا إلى بابكم العزيز مستنجدين بالله ثم بكم و إننا على يقين أنكم ستكونون عند حسن ظننا والله ولي التوفيق.

السعد ولد الراظي