الاثنين، 8 يونيو 2015

قرية المشرع... وتحديات النمو


حين أمتشق القلم للكتابة عن واقع قريتي المر أكون في حيرة من أمري حيث أجد صعوبة في اختياري،
ذلك أن الواقع الذي تعيشه القرية واقع مزر بكل المقاييس وعلى جميع الأصعدة فأين ما وليت وجهك شطر مشكل من المشاكل التي تعاني منها القرية ستجده خصبا بالمفهوم العكسي وبحاجة إلى أن يكتب فيه وتسبر أغواره حتى يتضح للرأي العام الوطني فظاعة الحال الذي تعيش فيه القرية
تلك القرية التي ظلت ولا تزال قابعة تحت نير الظلم والتهميش ولسان حالها يردد قول الشاعر:

عودوني أن لا أروم انحناء***** وليك الجدب- لويشاء- طويلا
قدر النخل أن يظل دواما****** رافع الهام أو يكون قتيلا
المواضيع الضرورية التي يجب الكتابة عنها والتي تعد في مقدمة الأولويات التي صار على الحكومة أن تقدم لها حلا عاجلا
وسأكتفي هنا بالحديث عن مشكل الزراعة وفك العزلة
أولا:مشكل الزراعة
تعتبر الزراعة ركيزة أساسية من ركائز التنمية في موريتانيا ذلك أنها تستقطب السواد الأعظم من فقراء البلد فرغم بدائية وسائل الإنتاج لدي المزارعين الموريتانيين إلا أن الزراعة ما تزال حجر زاوية في المنظومة الاقتصادية للوطن
وليست قرية المشرع بنشاز عن بقية القرى الزراعية الأخرى في عموم التراب الوطني ذلك أنها زراعية بامتياز, حيث أنها تقع ضمن طول خط زراعي يقدر طوله ب 85/كلم وتمثل المسافة التي تقع في فلك الحيز الجغرافي للقرية ما يزيد على ثلث مسافة الخط أنفة الذكر
وتقدر المساحة الصالحة لزراعة الحبوب ب 25كلم مربع ناهيك عن المساحات الصالحة لغرس النخيل وزراعة الخضروات ولفواكه
غير أنه ورغم توفر هذه الإمكانات الهائلة التي لوتم استغلالها لانعكست نتائجها إيجابيا علي ساكنة القرية بصفة خاصة وساكنة الولاية بصفة عامة,لا يزال مشكل الاستغلال الأمثل دون المستوي بفعل جملة من التحديات نذكر من بينها تجاهل السلطات المعنية لهذه القرية وغياب الثقافة التنموية الزراعية لدي سكان القرية بالإضافة إلى بعض المشاكل الأخرى كنقص الأمطار...إلخ
ثانيا:فك العزلة
إن تقدم عجلة النماء في كل البلدان تحتاج إلى بعض الوسائل اللوجستية ويعتبر مشكل فك العزلة من أهم هذه الوسائل ومما لا يمكن المغالطة فيه أن قرية المشرع تعاني من هذا المشكل فرغم الكثافة السكانية التي تشهدها القرية إلا أن السلطات لا تزال تقبعها في سجن من العزلة المقيتة تتمثل في 9كلم من الرمال والكثبان رغم الحاجة الضرورية إلى تعبيد الطريق الفاصل بين القرية وعاصمة البلدية انبيكة
ذلك انه بتعبيد هذا الطريق نكون أمام بعض الحلول ولو كانت آنية لمشكل التعليم والصحة ونقل البضائع والأشخاص...إلخ
وفي ظل تفاقم هذه المشاكل المطروحة تظل قرية المشرع صامدة في وجه عاتيات الزمن شامخة شموخ الجبال رغم الظلم والتهميش الممنهج  تنتظر الراعي أن يعي قول الرسول عليه الصلاة والسلام(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...)
الكاتب: المختار ولد عابدين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تدشين مجموعة من المنشآت التعليمية والصحية في قرية المشرع

أشرف المدير العام للوكالة الوطنية "التضامن" لمحاربة آثار الاسترقاق ولمكافحة الفقر وللدمج الأستاذ حمدي ولد محجوب اليوم الأربعاء 15...